languageFrançais

الأحمر: مصابات بالسرطان بين مطرقة المرض وسندان ممارسات لا إنسانية

أكدت الأخصائية الاجتماعية بمركز الإحاطة والتوجيه بالاتحاد الوطني للمرأة التونسية عربية الأحمر أنه بعد تجربة 12 سنة من الإنصات والتدخل يقف الاتحاد على تعرض المرأة التونسية للعنف حتى لأسباب صحية سواء تعلق الأمر بإصابتهن بمرض مزمن أو بالسرطان والآثار النفسية والاجتماعية الجسيمة التي تلحق بهن حسب رأيها خلال  تقدم دراسة حول تجربة الاتحاد في التعاطي مع مرضى السرطان من ضحايا العنف خلال لقاء بعنوان تداعيات مرض السرطان على العلاقات الزوجية .

ترك مصابات لمصيرهن بعقلية أن مريضة السرطان لن تتعافى ومصيرها الموت حتما

وبحسب جلسات الاستماع لهؤلاء الضحايا تم الوقوف على أنه من بين الآثار الاجتماعية التي تتعرض لها النساء المصابات هي العزلة الاجتماعية بسبب المرض وتفكك الروابط  الأسرية اثر عجزها عن أداء دورها وعامل العلاج إلى جانب تعرضها للوصمة الاجتماعية منها الشفقة خاصة عند ما تبرز عليها الآثار الجسدية مبينة أنه في أغلب الأحيان حسب نساء تم استقبالهن بمركز الإحاطة والتوجيه يعمد الرجال إلى قطع العلاقة الزوجية فور إصابة المرأة بسرطان الثدي لعدة أسباب أبرزها عدم قبول المرض وغياب الاستعداد لمؤازرة المرأة لمقاومة المنحة والتفكير السلبي بأن مريضة السرطان لن تتعافى وأن مصيرها الموت حتما إلى جانب الخوف من دفع نفقات العلاج الباهضة وان ما سيدفعه إهدار للكمال مما يجعله يترك المرأة تواجه المرض ومصيرها بمفردها ليكون  العنف المسلط ضدهن مضاعف حيث تعاني المصابات وضعية صعبة  بين مطرقة المرض وسندان الممارسات اللاانسانية  الصادرة عن الزوج على جميع المستويات .

عنف لفظي ونفسي واقتصادي يصل إلى حد إرغامهن على الطلاق بالتراضي

ويعد العنف اللفظي والنفسي والاقتصادي ابرز ما يتعرضن له من ذلك تعمد الزوج عدم الحديث معها وهجرة غرفة النوم والحياة الزوجية وعدم الأكل معها وعدم مرافقة الزوجة للمستشفى خاصة لتلقي العلاج الكيميائي فمنهن من أقمن في المستشفى ولم يزرهن الأزواج في أي مناسبة وتلقين المساندة فقط  من عائلتهن في ظل استيلاء بعض الأزواج على بطاقة العلاج الخاصة بزوجاتهن التابعة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والضغط على الزوجة لقبول الطلاق بالتراضي ومن بين الرجال من رفع قضية طلاق للضرر. وطالب المستشفى بالملف الطبي للاستناد عليه في القضية  وترك زوجته تتكبد مصاريف دراسة أبنائها بمفردها ووصمها بالمرض.

وأضافت أن من بين تدخلات الديوان الوطني للمرأة التونسية أولا توجيه المصابات  لتلقي دعم نفسي بالوحدة النفسية بمركز الإحاطة والتوجيه أو توجيههن إلى وحدة  الإنجاب بمستشفى  شارنيكول لتتجاوزن  مرحلة الإحباط والاكتئاب بسبب عدم قبولهن للمرض بوصفهن للإصابة والقول " أنا مريضة بهاك المرض الخايب" مع توفير إمكانية تلقيهن تكوينا مجانيا في حرفة أو مجال تتقنه بالتعاون مع عدة هياكل أخرى  منها مركز أمل للتكوين  أو بعث مشروع خاص عبر دعمها من وحدة القروض الصغرى والاقتصادية طبق مقاييس وشروط تمكنيها من المشاركة في أنشطة أو  ثقافية ترفيهية وتربوية  في أطار الاندماج الاقتصادي والاجتماعي .

كما تتم  توعية النساء المصابات بالمرض والمعنفات بصفة مبسطة بقانون 58 وتوجيهن للفرق المختصة بقضايا العنف ضد المرأة ومساعدتها لتحرير العريضة القضائية ومطلب الحماية وتوفير محامي خاص وتوجيههن لاستشارة قانونية مجانية لمعرفة حقوقهن وأخذها كاملة، مؤكدة أن تداعيات الإصابة بالمرض على المرأة والأطفال سلبية جدا وهو ما يتطلب تدخلا متعدد الجوانب ومن عدة أطراف للحفاظ على وحدة الأسرة.

هناء السلطاني